منتديـآآت ~ إبتسـآمـة نوآآعم~ ترحب بك ..
منتديـآآت ~ إبتسـآمـة نوآآعم~ ترحب بك ..
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل
المواضيع الأخيرة
» لو كنت جالس على البحر وش بتكتب على رماله
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الإثنين أكتوبر 11, 2010 1:59 pm من طرف حبي لوودي

» توبيكات حلوة لعيووونكم ..
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأحد مارس 21, 2010 8:08 pm من طرف عاشـ ماهينور ـقة

» اطلبيــ توقيعكــ..
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 16, 2010 11:02 pm من طرف عاشـ ماهينور ـقة

» ّبوحّّ للمّشاعّ ـريّّ.. وّّكلّ مايـ ّجّّ ـولّّبـ ّّخ ّّـاطّري..
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 16, 2010 10:39 pm من طرف عاشـ ماهينور ـقة

» وٍآلله بدوٍنـَـَـكُ كلٍ ح'ـَيآتيّ : ’’ ولآإ شيُ ‘‘
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 16, 2010 10:30 pm من طرف عاشـ ماهينور ـقة

» إلى أحلى وأجمل وأرق بنت في هذا الكون كوكو ماهيييييييييييينور
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 16, 2010 10:25 pm من طرف عاشـ ماهينور ـقة

» إنسان حيوان نبات جماد بلاد
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأحد نوفمبر 22, 2009 9:49 am من طرف نـــ ع ــــومـــه

» مااااااوسااااااات غريبه بـــس رووووووعه.........
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأحد نوفمبر 22, 2009 9:36 am من طرف نـــ ع ــــومـــه

» مائة جمله انجليزي احفظها وتكفيك سهولة التخاطب مع الغير
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأحد نوفمبر 22, 2009 9:32 am من طرف نـــ ع ــــومـــه


 

 انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مياسم
°•مراقبه عامه°• °• راعية فزعة •°اصرقع وحده °•
مياسم


عدد الرسائل : 1211
المهنه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Studen10
الهوايه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Swimmi10
صور الـMms : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! KWd48796
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Empty
مُساهمةموضوع: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!   انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 13, 2008 3:28 pm

حينما استيقظت ..

- لقد تأخرت ...
قلتها. وأنا أصر أسناني غيظا ، من المنبه .. الذي يخذلني في كل مرة ..

نفضت الشرشف عن جسمي ، وقفزت من فراشي . الربع ساعة التي أمضيها عادة في الاستعداد

أختصرتها إلى خمس دقائق ركبت السيارة وأنطلقت ..

كل شئ إختصرته .. إلا السرعة ، فإنها قد تضاعفت . يجب أن أصل

ولو أدرك نصف الاجتماع . إنها المرة الأولى التي أتأخر بها عن إجتماع ،،

كان ذهني مشغولا بحساب عدد الإشارات المتبقية ، حتى أصل إلى الطريق السريع

عندما دوى إرتطام ، عنيف في الجانب الأيمن من مؤخرة سيارتي ، وعكس اتجاهها تمام

حينما استعدت توازني ، بعد مفاجأة الصدمة ، كانت أشلاء سيارتي متناثرة أمامي

ولمحت من بعد ، السيارة التي صدمتني تلوذ بالفرار .. قلت في نفسي :

سيارة فخمة .. لماذا يهرب صاحبها ، و سفايف واحد من سفايف سيارته تعادل قيمة سيارتي ..؟

لم أحتج لتفكير طويل ، لكي أقرر أن أطارده وأنسى الاجتماع

الصدمة قوية ، والتلفيات في سيارتـي كبيرة ، وأنا لا أستطيع أن أتحمل خسائر بهذا الحجم

الاجتماع يمكن أن يعوض . هكذا حدثت نفسي ، وأنا أنطلق وراءه بنصف سيارة تقريبا .

كان مرتبكا ، لذلك لحقته بسرعة ، وبدأت مطاردة غير متكافئة بين سيارته الفارهة ،

والـ نصف المتبقي من سيارتي . شعر أني مدركة .. لا محالة ..

فأنا صاحب حق ، والوضع الذي آلت إليه سيارتي ، لم يبق لي شيئا أخسره

عند أحد المنعطفات خفض من سرعته كثيرا . لاحظت ذلك

من نور الكوابح الذي ظل مضاء أطول من كل مرة . لقد استسلم .. قلت لنفسي

وبدأت آخذ وضع الاستعداد للـ

فجأة .. رأيت باب الراكب الذي بجانبه يفتح ، ولاحظت أنه يميل

ويدفع شيئا إلى الخارج .. ثم أعقب ذلك صريخ عال لعجلات سيارته يصم الآذان

وهو ينطلق بسرعة عالية ، تاركا المكان ممتلئا برائحة إحتراق الإطارات ، إثر احتكاكها الهائل بالأرض .

حينما فتح الباب .. وقذف بذلك الشيء ، كان أول ما سقط حقيبة .. ثم شيئا ملتفا بقماش أسود
كإنه ،،،

- يا إلهي.. امرأة .. بل فتاة ..

هكذا صرخت ، وأنا أتقدم ببطء تجاه ذلك الشيء ، الذي قذف من السيارة .

نهضت .. وأخذت تنفض الغبار الذي علق بعباءتها ، وتتراجع ملتصقة بالجدار

حينما اقتربت منها ، أخذت تبكي ، وهي تلملم أطراف مريولها الذي تمزق ، إثر سقوطها من السيارة .

- طالبه..

قلتها ، وأنا أنظر إلى مريولها ، وأغراضها المدرسية التي تناثرت من حقيبتها

وقفت قريبا منها ، وصرت أسمع بكاءها ، وحشرجة صوتها وهي تقول :

-أرجوك .. أرجوك .. أستر علي ، الله يخليك .. لا تفضحني ..

لم أدر ماذا أصنع . شعرت بإرتباك وحيرة شديدة ..

وتعطلت قدرتي على التفكير .

الموقف يبعث على الريبة : أنا .. وفتاة .. على ناصية الشارع . ثوبها ممزق

وأغراضها مبعثرة على الأرض .. قلت لها .. بعد تردد ، دون أن أحدد ما هي خطوتي التالية :

- اركبي .. سأوصلك إلى بيت أهلك ..

صاحت ، بهلع :

- لا .. لا أريد بيت أهلي .. ستذبحني أمي .. أرجوك ..

كان يجب أن أتصرف بسرعة ، خاصة وأن المشهد أصبح ملفتا للنظر .

السيارات المارة ، صار أصحابها يحدقون بنا ، وكاد فضول بعضهم يدفعه للتوقف .

- اركبي الآن.. ونتفاهم فيما بعد .. في المقعد الخلفي لو سمحت ..

شرعت أجمع أغراضها ، التي تناثرت من حقيبتها المدرسية .. ثم عدت أدراجي إلى السيارة ..

لم تكن قد ركبت ..

-لماذا لا تركبين !!

-الباب ما ينفتح

- تعالي إلى هذا الباب

ألقيت نظرة إلى داخل السيارة ، كان حطام الزجاج يملأ المقاعد الخلفية..

- أووف .. لا باس .. اركبي في المقعد الأمامي ..

ركبت ، وحينما استوت على المقعد ، أخذت تجمع عباءتها ، لتغطي بها مريولها الممزق

الذي أنشق عن ساقها إلى أعلى ركبتها بقليل . لمحت كفها .. بيضاء صغيرة

خمنت أنها لا تزيد عن الخامسة عشرة . - تدرسين..؟

- نعم ..

- في أي صف؟

- الثالث متوسط


كان ظني في محله .. لون مريولها يشبه لون مريول شقيقتي ، التي تدرس في نفس المرحلة .

- شنو إسمك..؟

- مريم

كنت أسير بالسيارة على غير هدى ، وطاف في رأسي كثير من الأفكار:

أسلمها للمخفر . رجعها إلى بيت أهلها .. أعيدها للمدرسة .. أنا قطعا لا أستطيع أن أبقيها معي

سألتها :

- مريم .. منو هذا اللي كنتي معاه ..؟

لم ترد على سؤالي .. ولا أدري تحديدا لم سألتها . كنت أريد أن اختلق حوارا

لأصنع جوا من الثقة ، يساعدني في فهم ملابسات أمرها .. ويمهد الطريق إلى قلبها ..

القلـوب المغلقة مثل دهاليز الاستخبارات ..

مرتع خصب للخوف .. و التوجس .. والشك .. والريبه ..

الساعة الآن تجاوزت التاسعة والنصف ..

الوقت يمضي ، وأمامي أعمال كثيرة يجب أن أؤديها ..

حين فشلت محاولتي لاستدراجها للكلام ، رأيت أن احسم الموضوع مباشرة .. قلت لها :

-مريم يجب أن تختاري بين أمرين .. أسلمك للمخفر ، أو أوصلك لبيتكم ..

بقاؤك معي غير ممكن ، كما أن أهلك لابد أن يعرفوا عن سلوكك ..

أنفجرت باكية ، وبطريقة تنم عن سلوك طفولي حقيقي ، رفعت غطاء وجها

وهي تتوسل إلي بعينين دامعتين ، أن لا أفعل ...

- أرجوك ... إذبحني .. لكن لا تسلمني للمخفر .. لا توديني لبيتنا

والله هذي أول مرة أطلع فيها مع رجال .. ضحكت علي لطيفه

أشفقت على ذلك الوجه الطفولي البريء . قلت لها ، وأنا أسحب يدي من يديها

وهي تحاول أن تجرها لتقبلها ، رجاء أن لا أسلمها للمخفر ، أو لأهلها :

- طيب ، طيب خلاص لن أسلمك لأحد لكن ما العمل ؟

-إذا جاء وقت طلوع الطالبات .. أنزلني عند المدرسة ..

- متى

- الساعة الواحدة بعد صلاة الظهر

- بقي أكثر من ثلاث ساعات وأنا مشغول

أطرقت لحظات ، تعاقب خلالها على وجهها انفعالات من كل نوع .. الرهبة .. القلق .. الخوف من المجهول .

ثم نظرت إلي بعينين فارغتين تماما من أي بريق .. وقالت :

- نزلني عند المدرسة ..

- وبعدين؟؟

- أنتظر وإذا طلعوا الطالبات .. أروح لبيت أهلي ..

شعرت في أعماقي بحزن شديد لهذه البراءة الساذجة

هي بالتأكيد ليست من ذوات السلوك المنحرف المتمرسات .. ولا تعي خطورة الذي تقوم به

ولا عاقبة تصرفاتها ..

- أنت صاحية تقعدين في الشارع ثلاث ساعات ؟ ؟

لم ترد بشيء ، لكن الفضول دفعني لأن أسألها عن مكان مدرستها

لأستدل من ذلك على اسم الحي الذي يسكنه أهلها

- أين مدرستك يا مريم؟

-في منطقة الصليبيه ،،


في الصليبية !!

شعرت بمثل المسمار يخترق قلبي .. هذه أفقر مناطق الكويت

تداعت إلى ذهني الصور والمعلومات التي لدي عن الصليبية

وحاولت أن أفهم العلاقة بين تلك السيارة الفخمة

وتلك المنطقة حيث تقيم مريم لا يمكن أن يكون صاحب تلك السيارة يقيم هناك ،،

لسبب بسيط هو أن ثمنها يعادل قيمة خمسة من جحور تلك المنطقة التي يطلق عليها مجازا .. منازل ، كما أن سيارته ستجد صعوبة في اختراق شوارع أحيائها ، الذي لا يتسع أحدها ، إلا لمرور سيارة واحدة صغيرة .. ولأن سكان ذلك الحي كذلك .. غالبا ما يتسببون بإغلاق الشوارع ، بإيقاف سياراتهم بطريقة خاطئة ، لا تتحملها هذه الطرق ، الشديدة الضيق أصلا .

ماذا يكون ...؟

إنه أحدهم

أنه فجور المترفين ، إذ يتربص بعوز المحرومين .. وحرمـان البؤساء

ليطلق غرائزه .. تفتك بإنسانية البسطاء .. وتفترس الشرف ، والكرامة

أعرف هذه المنطقة

جئتها في أحد المساءات ، قبل عام تقريبا

بصحبة صديق ملتزم ، من الناشطين في الأعمال الخيرية التطوعية .. لتوزيع صدقات عينيه ومالية .

لا أدري كيف أقنعنـي عبد الكريم أن آتي معه . فأنا رغم تعاطفي مع حالات البؤس الإنساني

إلا أنني سلبي جدا في التعاطي معها . أحتاج إلى وقت طويل ، لأتفاعـل مع الحدث ، أو الحالة

وأحتاج لوقت مثله ، لأترجم التفاعل إلى فعل ..

متــابع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مياسم
°•مراقبه عامه°• °• راعية فزعة •°اصرقع وحده °•
مياسم


عدد الرسائل : 1211
المهنه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Studen10
الهوايه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Swimmi10
صور الـMms : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! KWd48796
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!   انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 13, 2008 3:29 pm

لم تكن المرة الأولى التي يعرض علي عبد الكريم فيها مرافقته ، للقيام بمهمات من هذا النوع

وكنت في كل مرة ، أتذرع بحجة مختلفة . لكني أتذكر ، أنه في تلك المرة استفزني

وسخر من الانسان البليد ، الجامد في داخلي ، كما قال :

هل تريد أن ترى البؤس يمشي على قدميه !!
هل تريد أن ترى من ضاقت بهم قلوب الأوطان ؟؟
هل تريد أن ترى من زرعوا الحب وقطفوا النُكران ؟؟
هل تريد أن ترى من لعنه النصيب وتوهتهم القرارات والأكاذيب !!

هل تريد أن تستعيد شيئا .. شيئا فقط ، من إنسانيتك المهدرة

بين كلام مجرد عن المثل والأخلاقيات ، التي لم تجد لها رحما تتخلق فيه .. لتولد .. وتشب .. وتكبر ..

وتمنح الحياة ، لكائنات لم تعرف معنى للحياة منذ خلقت ..


تعـال معي لتستعيد إنسانيتك ، حينما يفجرها الألم 000 لمشهد الحرمان 00 الـذي يصنعـه الفقر

تعال لترى الإنسان عند نقطة الصفر 00 كيف هو

أتعلم ماذا يكون الإنسان عند نقطة الصفر .. ؟

أتعلم ماذا يكون الإنسان عندما يكون ( غ ك ) رقم تصنيف عالمي جديد للتشرد والضياع

أو عندما يكون ( غير محدد الجنسية ) يظنون أنه هابط من زُحل أو أورانوس أو عطارد ! !

أتعلم ماذا يكون الإنسان عندما تسلب الحياة من كل شئ فيه .. إلا عينيه !!

أتعلم ماذا يكون الانسان عند نقطة الصفر ..؟ الكلمات في قاموسه ليس لها أضداد ..

أنت تعرف السعادة .. وربما سمعت عن الشقاء ، هو لا يعرف إلا الشقاء .

أنت تعرف شيئا اسمه الحزن .. والفرح ، هو لا يعرف إلا الحزن

أنت تعرف الشيء ونقيضه ، بدرجات متفاوته .. هو يعرف الكلمة وحدها .. بمعناها السلبي فقط .. بدون أضدادها ، وبأقصى درجاتها قسوة ..

البؤس .. والعجز .. والحرمان .. والألم .. والعري .. والجوع .. ، وفقدان الهوية

المجهول ولا حول ولا قوه إلا بالله

الغربه في قلوب بلا أوطان ،، الغربه في أوطان بلا قلوب


استفزني عبد الكريم بكلامه ، واستثار التحدي عندي

فقررت أن أذهب معه .. لأرى هذه البيئة التي سوف تعيد خلق الانسان في داخلي ، كما يقول ..

ولأتأكد إذا ما كان ذلك الانسان الجامد البليد موجودا ..

كنت أتتنقل مع عبد الكريم ، من بيت إلى بيت

كنت معه في سباق مع الألم وهو يوزع المساعدات الخيرية ،،

و في كل مرة يغرس نصلا في قلبي ،،


-أترى هذا الطفل .. لا يملك إلا ثوبا واحدا .. إذا عاد من المدرسة خلعه

وخرج إلى الشارع ، يلعب بسروال فقط .. أتدري لماذا ؟ .. ليس لغزا ..

ولا رياضة ذهنية ..

إنه لا يملك غيره .. ويجب أن يبقى نظيفا .. حتى يستطيع أن يذهب به من الغد إلى المدرسة .

-لم ينتظر مني تعليقا ..

في بيت آخر ..

-أرأيت هذه الطفلة .. تم سحبها من المدرسة بعد أن وصلت الصف الرابع الابتدائي

لا .. أهلها ليسوا ضد تعليم البنات .. لكنهم اضطروا لذلك ، لأن شقيقها وصل سن الدراسة

وليس لديهم القدرة على الصرف إلا على راس واحد .. فكان الولد ..

من منزل لآخر ..

حتى استغرقنا النصف الأول من الليل .. كنت لا أسمع .. إلا :

أرأيت .. أرأيت ..

كان عبد الكريم ، وهو يتجول بي من بيت لبيت .. يفتح أمامي أبواب الحزن والبؤس

على مصاريعها .. ويوقفني على مشاهد للحرمان .. ويسكب في عيني ألما ..


توصلني قريب من مدرستي ، لو كلفت عليك ..؟

أتى رجاؤها مخنوقا .. ممزوجا بالخوف ، ليقطع علي سلسلة الصور التي تداعت إلى ذهني عن تلك المنطقة

وما بقى من آثار تجربه إعادة اكتشاف الانسان البليد الجامد، المغموس بالتفاهات ، الموجود في داخلي ...

- لا ... تبقين معي إلى وقت الخروج من المدرسة ثم أوصلك

غمرها شعور بالسكينة ..

لاحظت ذلك وأنا أرى صدرها يهبط .. ثم تطلق نفسا عميقا ، دفع غطـاء وجهها إلى الأمام ..

أخذت أقلب الأفكار فيما أفعله ، لأخرج من هذا المأزق الذي وقعت فيه . الواقع المزري لتلك المنطقة

كنت أريد حلا لها هي ، حتى لا تعود لنفس الطريق

من السهل أن أرميها ، كما تقول ، قرب مدرستهـا ، لتذهب لبيت أهلها

وسوف تجد إجابة تقنع بها أمها ، عن سبب تمزق مريولها


مرت دقيقة أو أكثر ، والأفكار تطوح بي يمينا وشمالا ، قبل أن يقطع تفكيري صوت بكائها إلتفت إليها

كانت قد و ضعت وجهها بين كفيها وتنتحب

- ما بك يا مريم ؟

قالت بصوت يقطعه البكاء ..

- كيف أشكرك .. وشلون أشكرك ؟؟

لم يكن بكاؤها عن سبب ، كانت تفرغ شحنة عاطفية مكبوتة .. منذ الصباح

وهي تراكم هما .. وخوفا .. و إحباطا .. وعجزا .. وقلقا .. وتنتظر أملا .. حين أقتربت من مقر عملي

قلت لها :
مريم .. سأنزل هنا .. لدى أمور سأنجزها .. قد يحتاج ذلك ساعة أو أقل

سأقف هنا .. المكان آمن .. سأترك مكيف السيارة مفتوحا . أبق الأبواب والزجاج مغلقة ..

لا تفتحي لأي إنسان ، مهما كانت الأسباب .. ولا تغادري السيارة أبدا .

أغلقت الباب ومضيت . حينما سرت بضع خطوات سمعت نقرا على الزجاج .. التفت

كانت تلوح بيدها .. تناديني ..

رجعت ، ولما فتحت الباب ، قالت :

- أبي أطلب منك طلب .. لكني مستحية منك ،،

- تفضلي ...

- أنا جوعانه. . من أمس الظهر .. والله ما ذقت شئ

أصل أمس ..... خلص الغاز بالبيت ، وما قدرت أمي تطبخ .. وحنا .. بعد

ما عندي أخ كبير يروح فرع الجمعيه و سيارة الغاز ما تجي إلا يوم الإثنين يعنى ...

لم تستطع أن تكمل عبارتها ، ولم تقدران تفصح عما كانت تريد قوله ..

كانت تفرك كفيها ببعضهما ، مطأطئة رأسها ..

حرت في مكاني لبضع ثواني .. ها هو الانسان البليد في داخلي ، يتلقى صفعة ثانية ..

- جائعة .. وأنا رائحة الشواء ، الذي أتخمت منه البارحة ، حتى لم يبق مكانا لنسمـة هواء .. ما زالت خياشيمى ..

هناك شئ نفعله حينما يبلغ بنا الشعور بالمرارة والمهانة أقصاه

نبصق على شئ .. صورة المسئول في الجريدة .. مثلا .. أو على الأرض بجانبنا ..


وهو أقصى إحتجاج نقدر عليه .. كنت أريد أن أبصق على خيالي ، الذي يعكسه الزجاج

على شكل الانسان الذي أدعي أنه موجود لدي ...

أبصق على الجواز الذي أحمله على الجنسيه التي بحوزتي ،، على المسؤول عن هذه المهزلة


رفعت رأسها ، وأنا مازلت واقفا . كانت عيناها تلمعان من خلف غطاء وجهها

قالت ، وهي ما تزال تفرك كفيها ، لكن بوتيرة أقل :

- الظاهر أن طلبي ما كان في محله ... أو شكلي أحرجتك ..

- لا... أبدا نمشي الآن ...

كنت على وشك أن أغلق الباب حين لمحت بقعة دم على ثوبها

قريبا من موضع الركبة . انقبض قلبي بشدة ، وداهمني خاطر سيئ .. وشعور بالغضب

لم أستطع أن أواريه ، فقلت لها بلهجة جافة .. لا تخلو من إتهام :

- مريم .. من وين الدم هذا ..؟

- انجرحت ركبتي .. يوم طحت من السيارة ..

عيناها مازالتا تلمعان من خلف الغطاء .. معلقتان بوجهي

الذي ارتسمت عليه علامة استفهام كبيرة ؟ ؟ ؟ أحست أن إجابتها لم تقنعني ، وأني لم أصدق كلامها

فأزاحت عباءتها ، ورفعت ثوبها عن موضع الإصابة ، دون أن تتكلم ، أو ترفع رأسها .


كان جرحا سطحيا ، تيبس الدم حوله . ليس عميقا

لكنه بدا ، بلونه الداكن ، وتشققاته ، التي أبرزها إهابها الأبيض الرقيق ، مثيرا للألم والشفقة .

أغلقت الباب ، وركبت من الناحية الأخرى . كانت ما تزال مطأطئة رأسها ..

أعرف أني جرحت كرامتها ..

حاولـت أن أغير الموضوع ، وألطف الموقف ، بسؤالها عن ماذا تريد أن تأكل

لكنها لم ترد. فكرت أن أشتري لها سندويتشات وعصير ، لكني لا أعرف محلا قريبا

يقدم هذا النوع من الفطائر ، وعملية البحث ستأخذ مني وقتا .

اتجهت إلى مطعم قريب ، يقدم وجبات سريعة . في الطريق إليه لمحت صيدلية .. ن

زلت اشتريت شاشا ومعقما ولاصقا .

وصلنا المطعم .. قلت لها :
- انزلي ...

- إلى أين .؟

- إلى المطعم ... لتفطري

نزلنا وفي قسم العائلات ، أخذنا إحدى المقصورات.كانت تتلفت ..

واضح أنها تدخل مطعما لأول مرة .. قالت ببراءة :

- آكل قدام الناس ..... ما يشوفوني الرجال ..؟

- لا .. أنت لوحدك هنا ..

تيقنت أنها بريئة .. ولم تتمرس على الانحراف .. تستحي أن يراها الرجال كاشفة وجهها وهي تأكل ..

الحياء لا يتكلف ، ولا يصطنع ..

التظاهر في مثل هذه المواقف ، بغير الحقيقة ، يتطلب درجة عالية من الخبث ، والتمرس على المكر ..

لا يمكن أن تتقنه طفلة في هذا السن ..

وأوجعني قلبي مرة أخرى .. أن ظننت بها ظن السوء .. طلبت لها أكلا

وسألتها إن كانت تريد عصيرا بعينه ، قالت :

- أبي كوتيل

- تقصدين كوكتيل ...؟

- ما أدري .. أسمع البنات يقولون ، عصير الكوتيل حلو ...

مرة أخرى يبرح بي الألم .. تبدو لغة المحرومين .. ساذجة .. بريئة ، لكنها تدمي القلب .

يحق لك أن تزهو .. إبن الطبقة الوسطى ، أو فوقها بقليل .. تعرف الكوكتيل .. والسكالوب .. والستيك ..

ها أنت أمام كائن يشاركك نفس الكوكب ..ونفس الوطن ..

بل على الطرف الثاني من المدينة .. ربما لم يعرف سائلا غير الماء في حياته ..

أو معلبات الكولا ، التي تعمل عمل الأسيد في قنوات جهازه الهضمي

إنه البرجوازي البشع .. يتربع في داخلك .. كتمثـال من البرونز ..

منصوب في ميدان ، في عاصمة رأسمالية .. يأتيه العمال

والمهاجـرون المغتربون .. المسحوقون .. يتمسحون فيه .. ويطوفون حوله ..

يلتقطون الصور التذكارية .. ويصطنعون عنده لقطات فرح .. انتزعوها من بقايا آدمية مطحونة ..

صرت ربما صنما .. حولك .. يولد فرح المسحوقين .. ومن عصارة أجسادهم تبقي لامعا .. لتسعدهم ..
أي فخر أعظم من هذا ...؟

جاء الأكل ، واستلمته من العامل ، ووضعته على الطاولة .. وقلت لها :
- أفطري .. بعد عشر دقائق أرجع لك ..

- وين تروح ..؟

- أتركك .. تأخذين راحتك ..

- لا .. لا تتركني .. أنا راحتي معك ..

انتفض قلبي لعبارتها .. تملكني براءة الأنقياء .. وصدق المشاعر ..

تذكرت الشاش والمعقم الذي اشتريته ، فأخبرتها أني سأذهب لإحضار بعض الأغراض من السيارة

كنت أريد أن أدعها لوحدها ، حتى تنتهي من إفطارها ، ولأحضر تلك الأغراض لتطهير جرحها ..

رغم أني تعمدت التأخير ، إلا أنني حينما عدت

كانت ما تزال في بداية وجبتها . شعرت بحرج ، لكنها نظرت إلى بعينين ساكنتين ، وقالت :

- خفت .. لما تأخرت علي تراوالي ما راح ترد ،،

جلست أرقبها تتناول الطعام . تتصرف بهدوء وعفوية ، دون إحساس بالمكان حولها ..

كانت جائعة فعلا طريقة إلتهامها للطعام .. تلقائيتها في التصرف .. ح

ينما نزعت غطاء وجهها ، الذي كان يتدلى على كتفيها ، ووضعته على الكرسي بجانبها ..

تنقلها بين صنف وآخر من الطعام بدون أي إتيكيت ..

كأنما تتذوق العالم لأول مرة ( وينك يا يما تجين وتشوفين )

بل هي كذلك ..

إنها الدهشة التي تصيبنا ، حينما نصادف الأشياء للمرة الأولى ، فنتصرف مثل الأطفال "أوووه أيها المترف" ..

متــابع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مياسم
°•مراقبه عامه°• °• راعية فزعة •°اصرقع وحده °•
مياسم


عدد الرسائل : 1211
المهنه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Studen10
الهوايه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Swimmi10
صور الـMms : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! KWd48796
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!   انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 13, 2008 3:30 pm

يلج نداء في داخلي .. "أصبحت تعلم المحرومين الاتيكيت" ..

أصبحت أنت الأستاذ .. وغيرك حولتهم الدهشة إلى أطفال .. لم لا تفهم ..؟

إنه الجوع ، و الحرمان .. والبراءة التي ما تلوثت ..

شعرت بفيض من الحب يغمر قلبي تجاهها .. براءتها ..... عفويتها ..... تلقائيتها ..

والشعور بالأمان الذي هبط عليها ، وهي معي .. فنسيت العالم من حولها .

حينما يسكن إنسان إليك ، تعتريك حالة من الاستسلام .. والحب اللانهائي ..

تأمل حينما يدفن طفل رأسه في حجرك .. ويغفو ..

تنتابك حال من الاستسلام غريبة .. وتحس أن قلبك تحول إلى مهد له .. لوحده ..

وتتمنى لو توقف العالم كله من حولك .. بساعاته .. وسياراته .. وضجيجة كله .. لكي لا يصحو ..

هكذا كان شعوري نحوها .. وأنا أنظر إليها .. تحيلني سكينتها ..

واطمئنانها إلي .. إلى إنسان .. قال عنه عبد الكريم يوما ، إنه غير موجود ..

وددت لو أخذتها إلي .. وضممت رأسها إلى صدري .. ليذوب الجليد ..

لأبكي ..

لأستعيد إنسانيتي المهدرة ، أليس شيئا هائلا أن تجد إنسانا يسكن إليك و .. تسكن إليه .. ؟


تذكرت صاحب السيارة الذي قذفها

فتداعى إلى ذهني مخزون هائل من اللعنات ...

أي نفس سويه يسوغ لها أن تفتك ببراءة مثل هذه ..؟

أي توحش قادر على أن يغرس خنجر الغدر في هذا الطهر الفطري ...؟

كنت ساهما .. أهلوس بمثل هذه الأفكار .. وأتذكر كثيرات ..

فتك بطهرن .. بسبب مثل هذه البراءة ، والعفوية ..

جالسا قبالتها .. شاخصا .. صامتا ، حين قالت ، وهي ترفع خصلة شعر سقطت على وجهها :

- كثر الله خيرك ..

دبت الحياة في محياها ، بعد الجوع والعطش

كما نبت الحياء في أرض مجدبة .. غمرها الغيث .. وجهها عاد أكثر بشاشة ..

جبينها العريض صار أكثر ضياء .. عيناها ، كأنما أوقدت فيهما قناديل فـرح ..

امتد وهجها إلى ثناياها ، فازدادت ألقا .. لتصنع لها ابتسامة آسرة .. كلما افتر ثغرها ..

عندما أنهت ترتيب عباءتها ، وشرعت تضع غطاء رأسها ، ووجهها في مكانه ، قلت لها :

- لابد أن أعقم الجرح ، حتى لا يلتهب ...

هزت رأسها موافقة . رفعت ثوبها إلى حدود الجزء الممزق ، ليظهر الجرح ، ولأتمكن من تنظيفه .


أخبرتها أن المادة المعقمة تحتوي على مادة قلوية ، وستشعر نتيجة لذلك بألم ، وعليها أن تتحمل

كنت قد أنهيت تنظيف الجرح ، ووضعت الشاش واللاصق عليه ، وأتهيأ للنهوض

حين شعـرت بكفيها تطبقان على جانبي رأسي ، وتأخذه إليها ، ثم تنحني وتطبع قبلة على جبيني ، وتقول :

- يا ليتك أخوي .. يا ليتك

وسكتت ..

رفعت رأسي ، ونظرت إلى وجهها .. كان ينطق بكل اللغات .. إلا لغة الجسد ..

لقد تلاشي الجسد ، كوسيلة تعبير بيننا .. ولم يكن أحد إلا أنا ..

ودوائر من النور .. تلتمع في مساحات وجههـا .. الـذي غدا أمامي كمحراب هائل ..

طفقت أردد فيه الصلوات ..

- اعتبريني أخا لك ...

قلتها وأنا أنهض ، وهي تتبعني بنظراتها .. وتغالب دمعتين ..

عقربا الساعة في سباق ، الصغير يؤشر على الرقم 11 ، والكبير إلتحم بالرقم 2 .. لا أدري أيهما سبق

لم يعد لتقسيم الفراغات في تلك الدائرة التي يسمونها ساعة


أي معنى لدي ... في لغة الوقت ، التي أخترعوها ، الساعة الآن هي الحادية عشرة وعشر دقائق ..

أما الوقت لدي ، فقد اختزل إلى بداية ونهاية ..

كلاهما أسمه .. مريم .. الزمن فيه لا يحسب بالعقارب .. ولا بفراغات الدائرة ، وتقسيماتها ...

ابتدأ بفتاة تقذف من سيارة ، كنتيجة مبكرة لعملية سوف تتم ، بالضرورة لاحقا

وتحدث في كل لحظة ، يدفع الطرف الأضعف فيها .. دائما ، الثمن الباهض من شرفه وكرامته ، وإنسانيته ..

وحقه المفترض في حياة كريمة .. لا تخضع لإبتزاز المال .. ونفوذ السلطة


يأتي البدون متمثلا للطرف الأضعف ... الممتهن ... المبتز ... المستهدف ...

المقذوف ليس من سيارة يمتلكها مترف ، قادر ..

بل من حقه .. بأن يكون له كينونة .. أو حتى كرامة ضمن القانون الظالم :

"وكرمنا بني آدم" ...


وأنا أعلم أن ...

من البدون أناس صوامون قوامون أهل طاعة وعبادة ...

إن دعوا حري أي يستجاب لهم والله إن أثار دعواكم ظهرت واضحة وجليه للأعيان !!

إن الله جل جلاله كما جاء في الأثر : إن دعوه المظلوم تصعد للسماء السابعة ...

فيتلقاها الله جل سلطانه ويقول (( بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ))

فويل للظالمين ،، نعم ورب الكعبة ويل للقاسيه قلوبهم المتكبرين الحواسيد

ينتهي الوقت .. متى ينتهي ..؟


عند الساعة الواحدة .. حينما تدلف مريم ، بخطوات متوجسة إلى بيت أهلها ..؟

وقت طويل ..

لو كان الزمن يقاس بعدد أنات المحرومين وأوجاعهم ..

وبأحلامهم التي تنتهي تحت أقدام نزوات القادرين ..

وصلت إلى مقر عملي .. ونزلت ..
لم يتبق وقت للعمل اليوم . تركتها في السيارة

وذهبت لإنجاز بعض الأعمال المعلقة ، ولأعتذر عن التأخير .. وعن بقية اليوم عمل أي عمل هذا ،،

بطالة مقنعة ؟؟ جالسين بدون أي عمل يذكر

بدوت أمام الزملاء متوترا .. شارد البال .. غير قادر على التركيز ..

وقعت أسمى في المكان غير الصحيح أكثر من مرة ..

وأختلف توقيعي عن الآخر أكثر من مرة .. ناديت أحد الموظفين بغير اسمه ..

ظروف عائلية

كان هذا هو التبرير .. وانسحبت .. جزء من الشرود والتوتر الذي انتابني في العمل

كان بسبب الضغط النفسي الذي فرضه التفكير المتواصل في أمرها ..
لقد قررت أن لا أنزلها عند المدرسة ..

سيطر علي هم واحد :
هـل أتركهــا تذهب بهذه البساطة .. دون أن تتعلم درسا ، يمنعها من العودة لنفس السلوك ..؟

هل أدعها تعود لبيت أهلها .. لتعود بعد ذلك لنفس الطريق ..
عدت إلى السيارة بغير الوجه الذي ذهبت به ... مهمومـا ... متجهما .. ومتوترا ..

ضاقت على الأرض بما رحبت .. ركبت ، وسحبت الباب خلفي بقوة .. ولم أكلمها ..

كنت ، حينما خرجنا من المطعم ، قد ألنت لها القول ، ولاطفتها

وحدثتها حديث القلب للقلب عن خوفي عليها .. وقلقي على مستقبلها

ورجوتها أن تنتبه لنفسها .. وختمت ذلك بمزحة

فقلت :

- إن عاهدتني أن تلتزمي بما قلت لك اشتريت لك أيسكريم ( كي دي دي ) أو باسكن روبنز

لكن باسكن روبنز أمريكي ، وأنا مقاطع البضائع الأمريكية ..

ضحكت ببراءة الآمن في سرية ، وقالت بعفوية أخذت قلبي :

-أبى اكتب اسم الإيسكريم .. حتى إذا رحت للمدرسة أقول للبنات إني أكلته ..

ثم أضافت :

- أبلا فاطمة .. دائما تنهي الحصة بتذكيرنا بمقاطعة البضائع الأمريكيــة .. لكن ..

ثم سكتت قليلا .. لتقول :

.. البنات في الفسحة يعلقون على أبلا فاطمة ، ويقولون :

الأبلا ساكنة في إحدى المناطق الداخلية وتحسب الناس كلهم مثلها ، يستطيعون أن يشتروا بضائع أمريكية

أندفع الدم إلى وجهي ، وشعرت كأنما لفحتني موجة حارة .. إنها فوقية المترفين ..

إنها ماري أنطوانيت ، التي تطالب الجائعين ، الذين يتظاهرون من أجل الخبز ..

أن يأكلوا بسكويت ..

أوهي أبلا فاطمة .. التي تطالب الجوعى والعراة .. أن لا يشتروا من مكس

أو ستبس، أو مونتيفي ..

متـــابع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مياسم
°•مراقبه عامه°• °• راعية فزعة •°اصرقع وحده °•
مياسم


عدد الرسائل : 1211
المهنه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Studen10
الهوايه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Swimmi10
صور الـMms : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! KWd48796
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!   انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 13, 2008 3:31 pm

كيف لا تقرأ أبلا فاطمة هذا الوجع والبؤس .. الساكن في كل قسمة من قسمات تلك الوجوه

وهي تصافح عينيها كل صباح .. كيـف تستطيـع أن تعيش في عالمين منفصلين ..؟

كيف يصنع الترف كل هذه الحجب الغليظة من البلادة .. واللامبالاة بمعاناة الآخر .. ووجعه .. وبؤسه ..؟

كيف يهوي الانسان في داخلنا إلى تلك الأعماق السحيقة ، فلا يسمع منه زفرة ألم ..

ولا يتسلل من تلك اللجة الجليدية .. شئ من مشاعر .. صرخة واهية ..

تجاه الحرمان الذي خنق أحلام الصبايا ..

يغتال الفرحة في عيون الأطفال .. ويقتل الكبرياء في جباه الرجال ...؟

لست وحدك ..

هناك ألافا مثلك .. وألافا مثل أبله فاطمة لا يعلمون شيئاً عن وضع البدون ،،

لا يعلمون شيئاً عن مأساة البدون ،،

حينما استقريت على المقعد ، بتلك الحالة المتوترة ، تطلب الأمر مني وقتا ، لأخرج المفتاح من جيبي ..

ولاحظت ذلك ..


عندما بدأت أدير المفتاح ، لتشغيل السيارة ، صدحت أغنية من الراديو

الذي يبدو أنها قد عبثت به أثناء غيابي ..

كان المغني يردد :

"زمانك لو صفا لك يوم ... زمانك ما صفا لك دوم

وعينك لو أهتنت بالنوم ... ترى الأيام دواره

ترى الأيام دواره .."

للحظـة ... استسلمت لكلمات الأغنية ، التي فتقت جرحا جديدا ..

ثم أقفلت الراديو .. بانفعال . قالت ، وكأنها تريد أن تخفف من حدة التوتر ، الذي لاحظته على

حينما عدت :

- الأغنية كلماتها حلوة .. صح ..؟

لم أرد عليها ....

- ما تسمع أغاني ..؟

- لا ..

- حرام ..؟

- نعم ..


أنت كنت تسمع قبل شوي ..

- أنت تحققين معي..؟

- أنت زعلان .. أنا سألتك .. لأن فيه معلمة عندنا تقول ، الذي يسمع أغاني كافر ..

- لا .. ليس كفر .. لكن حرام ..

- ما فهمت ..

- سماع الأغاني معصية .. ويفسد الأخلاق .. وأنت ما أفسدك إلا سماع الأغاني .

- يعني أنا فاسدة ..؟

- هذا الذي قمت به .. ماذا تسمينه ..؟......

ران الصمت بيننا ..

بدأ الندم يأكل نفسي .. لقد هدمت كل ما بنيت هذا الصباح .. بلحظة غضب

أشعر أني انتقم لنفسي منها ... أن تورطت بها

أضاعت وقتي .. وأوقعتني في حيرة .. وحملتني مسئولية الحفاظ عليها .. أ

نا الذي لم أعش إلا لنفسي فقط .. وتحاشيت كثيرا أن أصيغ سمعي لوجع الناس ..

أو أجرح ناظري بمشاهد البؤس والحرمان ..

مازالت الذاكرة تكويني

باسترجاع تلك المناظر التي رأيتها .. وبتذكر ذلك الأنين .. الذي اجتاح هدوئي

في مغامرتي اليتيمة في منطقة الصليبية ،، مع عبد الكريم ..

كيف أريد علاجها ، وأنا قد شرعت بإدانتها .. وتجريمها ..؟

قلت ، بعد أن استعدت هدوئي ، وبلهجة بالغت بأن أشعرها من خلالها بالمحبة والحنان :

- مريم حبيبتي .. أليس هذا الذي فعلتيه خطأ ..؟

- صح .. لكن خلني أسألك سؤال .. أعطني فرصة .. أقول لك شيء ..

- أنا الذي أريد أن أسألك سؤالا ..

- من هو الشخص الذي كنت معه الصباح ..؟

- ما أعرفه ..

- تركبين مع شخص ما تعرفينه ..؟

- والله العظيم ما أعرفه .. أصل الموضوع .. لطيفة قالت .......وأخذت تبكي .. وتوقفت عن الكلام ..

- تكلمي يا مريم .. أرجوك ..

- أنا شفت إكسسوارات حلوة على زميلتي لطيفة .. أعجبتني ..

قالت لي : أعجبتك ..؟ قلت لها نعم .. قالت قولي لأبوك يشتري لك مثلها .."

وهي تعرف أن الوالد غير موجود.... لكنها ...

وانخرطت بنوبة بكاء أشد مما سبق ..

تركتها حتى سكنت ، وأنا أكثر فضولا لمعرفة التفاصيل

شعرت أن المسألة أكبر من طيش مراهقة

إلا أنـي لم أجرؤ أن أطلب منها مواصلة الحديـث ...

لكنها ، حينما ألتفتت تطلب مني منديلا تمسح به دموعها

رأت اللهفة في وجهي ، لمعرفة تفاصيل الموضوع ، ورأيت أنا في عينيها انكسارا يذيب الحجر الأصم ..

استأنفت الحديث :

- لطيفة تعرف أن الوالد غير موجود .. و قالت لي :


وإذا ما عندك أب .. لازم يكون لك صاحب .. تطلعين معه ..

يشتري لك اللي تبين .. ويؤكلك في المطاعم" ..

قلت للطيفة : أنا ما أعرف أحد

قالت : "ما يهمك .. أنا أعطيك رقم واحد .. عنده سيارة كشخه .. تكلمينه ..

"فعلا... كلمته أكثر من مره .. وسمعني كلام حلو .."

- أمس قال لي الصبح لا تمشين للمدرسة.. روحي للشارع العام .. وأجـيء أخذك من هناك الساعة 7 " ..


فعلا .. رحت للشارع العام .. وجاء الشخص الذي رأيتني معه ، وركبت ..

كان أول شيء قال لي : "أنا أحبك يا مريم .. لطيفة كلمتني كثيرا عنك ..

أنت تستأهلين كل خير .. أنت بس تدللي .." .

بعد ما مشينا بفترة بسيطة ، قال إن فيه دورية شرطة الظاهر شافوني وانا اركب معاه

مشوا ورانا راح اهو أسرع .. وصدمنا فيك ..

كنت أستمع إليها مذهولا .. أحاول أن أكذب سمعي ..

- ومصدقة انه يحبك ..؟

- لا .. طبعا ...

- وأنت صدقتي لطيفة .. يمكن الذي اشترى لها الإكسسوارات أبوها .. ؟

- لا .. أبوها مو موجود .. أمها مطلقة .. وهي ساكنة مع أمها ..
وأبوها ساكن في منطقة ثانية .. ومو معترف فيهم ...

شعرت برغبة حقيقية بالبكاء .. لطيفة أيضا ضحية ..

بيت ممزق .. وفقر .. ألعن من .. غير إبليس ..؟

-وأنت .. الوالد أين هو ..؟

ترددت برهة من الوقت .. ثم قالت :

- ميت ...

ثم أضافت ، وقد استحال وجهها إلى الأصفر الشاحب :

.. ولا عندنا أحد يصرف علينا .. وعمامنا ما يبونا ؟؟

في هذه اللحظة لم أملك أن أمنع نفسي عن البكاء ..

أوقفت السيارة على جانب الطريق ، وبدأت أبكي بكاء صامتا ..

ـ مريم ..؟ عمامكم ليش ما يبونكم ؟؟

ـ عمامي كويتيين ، وابوي كان بدون ، الظاهر اننا نفشلهم

جوفي كان يشتعل غيظا .. وعجزا .. وإحتقارا ، لذات .. ظلت طويلا .. في منفاها الجليدي

لا تحس بلهيب المعاناة لبشر .. يتحالف الفقر ، والحرمان ، والأهمال .. مع القوانين المتخلفة

والبيروقراطية القبيحة .. المسخ ، في إذلالهم ..

كنت منغمسا في لحظة وجع حقيقي .. أغلق الدمع عيني

فلم أعد أرى شيئا ، عندما سحبت يدي وقبلتها ، وهي تقول بعينين دامعتين

ووجه صار مرتعا للألم فقط :

- تبكي من أجلي .. يا ليتك .. يا ليتك ..

ثم خنقتها العبرة ..

كنت قد عزمت على أمر بخصوصها .. وأنا أعود إلى السيارة

بعد أن تركتها لأصلـي الظهر ، في مسجد على الطريق .. وقع في نفسي أن أمرها ، يحتاج حلا جذريا ..

بعد خروجي من المسجد ، فوجئت بعدم وجودها في السيارة ..

شعرت كأنما يد قد اخترقت صدري .. وانتزعت قلبي منه ..

تساءلت ..:
أين تكون ذهبت ..؟ .. هل هربت ..؟

انتابني شعور مزيج من القلق والسخط .. أشد شيء آلمني .. إ

حساسي أنني بعد كل الذي صنعته من أجلها .. لم تثق بي .

ليس أقسى من أن تفقد الثقة .. أو لا تكون محل ثقة .. لإنسان تحبه .

كنت على هذه الحال ، إذ رأيتها تخرج من مصلى النساء .. فأشرق وجهي ..

وأحسست قلبي يعود إلى مكانه .. صرت أخاف عليها ..

وفرحت أنها حريصة على الصلاة .. تبقى الصلاة ذلك الرباط الوثيق

الذي يشد الانسان إلى الخير والفضيلة ، مهما إجتالته الشياطين ..

يؤلمني كثيرا مشهد الانسان الذي لا يصلي .. أشفق عليه من النهاية البائسة ..

أحس أن الصلاة هي العتبة الأخيرة .. التي يقف الإنسان عليها ، قبل أن يهوي ..

إذا ما تركها ، إلى درك .. يكون فيه ، هو والحيوان سواء ..

قالت وهي تفتح الباب لتركب :

- خفت تطلع من المسجد .. ولا تلقاني .. ثم تروح وتتركني .. فاستعجلت بصلاتي ..

تنهدت ، وقلت في سري :

- "أنا الذي خفت .. أنك رحتي وتركتيني .."

صارت بالنسبة لي ، حبلي الوحيد إلى الحياة الحقيقية ...

التحدي الحقيقي لاستعادة إنسانيتي المهدرة .. الشمعة التي تتقد لتنثر الضوء

والدفء في صقيع أعماقي المظلمة ..

في الطريق إلى المدرسة قلت لها :

- قبل أن أنزلك عند المدرسة أريد أن نمر من عند بيتكم ، حتى أعرف مكانه ..

ردت بتوجس ، وكأنها شكت أني سأذهب بها إلى أهلها :

- لماذا ...؟

- يمكن أزوركم الليلة ..

- والله ..؟

- إحتمال ..

تعرفت على موقع البيت ، ثم توجهت بها إلى المدرسة ..

لم تكـن الطالبـات قد خرجن بعد .. فانتظرنا في السيارة في شارع مجاور ..

كانت أسراب الطالبات قد بدأت بالخروج من بوابة المدرسة عندما بادرتني قائلة :

- ما قلت لي إسمك ..

- محمد ..

نزلت .. وأغلقت الباب .. وبعد بضع خطوات ألتفتت نحوي ولوحت بأطراف أناملها ..

خرجت من الصليبيه .. أحمل قلبا .. و أملا .. وإنسانية مستعادة ..

عند إحدى الإشارات ، نبهني سائق السيارة الذي بجواري ، إلى أن الباب لم يغلق جيدا .. التفت لأغلقة

فوجدت قصاصة ورقة .. كانت قد كتبتها .. وتعمدت أن تتركها لأجدها.. قرأتها .. ثم دسستها في جيبي ..

وتأكدت مرة أخرى أن البراءة لو تمثلت إنسانا ، وسارت على الأرض ، ومشت بين الناس .. لكانت هي



صليت العشاء في نفس المسجد ..

ثم أنطلقت باتجاه بيتهم .. كنت قد عرفت منها عدد إخوانها وأخواتها

واتفقت معها أن تذكر لأمها أن إحدى المعلمات تجمع معلومات عن الأسر المحتاجة

وأنها قد استدعتها وطلبت منها معلومات عن بيتهم وأسرتهم ..

متــااابـع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مياسم
°•مراقبه عامه°• °• راعية فزعة •°اصرقع وحده °•
مياسم


عدد الرسائل : 1211
المهنه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Studen10
الهوايه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Swimmi10
صور الـMms : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! KWd48796
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!   انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 13, 2008 3:32 pm

وصلت .. وقرعت الباب .. كنت مرتبكا قليلا .

أخذت ، وأنا انتظر الرد ، أقلب طرفي فيما حولي ..

لفت نظري أن كل بيت لا يكاد يخلو من طبق من أطباق الاستقبال الفضائية التلفزيونية الدش ..

بل إن بعضها يتربع على سطحه أكثر من واحد ..

تساءلت في نفسي .. :

أي واقع إجتماعي سيتشكل ، عندما يجتمع في هذه البيوت ... الفقر ..

والظلم الاجتماعي والمشاكل الأسرية .. وإنخفاض مستوى التعليم ..

وفضائيات تصب العنف ، والجنس ، والرذيلة .. في عقول ساكنيها ..؟

هل يمكن أن يستغرب المرء سلوكا مثل الذي وقع من لطيفة ... و مريم ؟ ؟

من أين جاء مفهوم الصاحب .. الذي يوفر ما عجز عن القيام به الأب الغائب ..

مسجونا كان .. أو مطلقا .. أو ميتا .. أو حتى عاجزا .. متخليا عن دوره ..؟

من المسئول عن نشوء مثل هذا العجز .. في ظل الغياب القسري للأب ..؟

من الطرف الآخر الذي تخلى عن دوره .. فسقط مثل هؤلاء الضحايا ..؟

فتح الباب ، وأطل طفل لا يتجاوز التاسعة

حسب توصيف مريم ، هذا شقيقها محمد . هناك بنت تكبره .. نوف ، أصغر من مريم

في الصف الأول المتوسط .. وأصغر منه بنت في الصف الأول الإبتدائي .. أظن أن إسمها إبتسام

ثم عبد الله في حدود الخامسة .

سألته :
- أين الوالدة ..؟

- من أنت ؟

- مشرف إجتماعي .. من الجمعية الخيرية ..

غاب قليلا ثم عاد .. وسحب الباب خلفه ، وأبقاه نصف مفتوح ، ثم قال :

- الوالدة خلف الباب ..

ألقيت عليها السلام

وذكرت لها أنني عضو في مجموعة خيرية ، تقوم بحصر الأسر المحتاجة

من خلال التعاون مع بعض المعلمات ، ليتم ترتيب شيئا لها ، يساعدها في مواجهة تكاليف الحياة ..


كان يوم سبت ، أخبرتها أن هذه الزيارة استقصائية

لمعرفة أوضاع الأسرة بالتفصيل ، وأنه سيعقبها زيارات أخرى ..

طلبت مني الدخول إلى غرفة تفتح على الممر المؤدي إلى داخل المنزل

يبدو أنها الديوانية المعدة لإستقبال الضيوف

جلست على فرش موكيت متآكل .. قد ذهب لونه

كان هناك مسندتان للظهر .. أو ثلاث .. ولا شئ غير ذلك ..

في السقف يوجد مروحة عتيقة ، ولمبة ، أطرافها معتمة لطول الاستخدام

على الجدران المدهونة ، بلون أبيض مطفي

يوجد خربشات أطفال .. لفت نظري أحدها ، يقول : "الدهر يومان .. يوم لك ، ويوم عليك" ..

ثم رسمة لقلب ، قد إخترقه سهم ، وينزف ، وقد كتب تحته :

" أحبك لو تكون ظالم" ..



.. عندما أخذت مكاني في الديوانية، جلست هي خارجة ، في الممر ، عند الباب ، تسمعني ، ولا أراها

سألتها بالتفصيل عن أحوالهم المادية ومصاريفهم اليومية والشهرية ..

عرفت منها أن زوجها متوفي وقد توفى على رأس عمله حيث أنه يعمل في وزارة الداخلية ،،

ولكن للأسف لم يتم صرف أي معاش تقاعدي له ،،

وعلمت ان عمام الأطفال الكويتيون قد استخرجوا مكافأة الوالد المتوفي ،، وتقاسموها بينهم ،،



انتهى اللقاء .. ووعدتها بزيارة قريبة ..


***

كنت قبل أن آتيهم ، مررت على محل لبيع الوجبات السريعة

اشتريت لهم فطائر هامبورقر ومشروبات غازية ..

وتعمدت أن يكون عدد الفطائر غير مطابق لعددهم .. حتى لا تشك بأن لدي معلومات سابقة عنهم .

كانت فرحة الأطفال لا توصف .. بكيت في داخلي ، وأنا أراهم يتقافزون فرحا

ويردد عبد الله الصغير : "زي اللي في التلفزيون" ..

عالم لا يرونه إلا في التلفزيون .. وحياة أخرى .. بعضها تافه وسخيف .. ونمارسها نحن بعشوائية ، وتلقائية ..

لا يسمعون عنها إلا في التلفزيون .. إنها قصة التلفزيون ..

قصة الإكسسوارات ، و الصاحب ..

و الحياة التي لا تنال .. إلا بأثمان باهضة أدناها الكرامة .. وأحدها الشرف .. وأحيانا كثيرة .. لا تنال ..

مررت مساء الاثنين في زيارة سريعة ، وأنزلت أغراضا

استشفيت من لقائي الأول أن هناك حاجة ماسة لها .. اشتريت كذلك وجبات هامبورقر.
في هذه المرة لفت نظري شيئا ..

عندمـا كانت تساعد في إدخال الأغراض لاحظت أنها شابة

كانت أصغر مما توقعت بكثير

كنت أظن أنها على مشارف الأربعين .. ظننت ذلك بناء على عملية حسابية

أضفت فيها عمر مريم ، إلى سن الزواج المعتاد للنساء .. وتأخر في الحمل ، سنة أو سنتين

إضافة إلى أشهر الحمل ..

هي في أول ثلاثينياتها قطعا .. وربما لا تزيد على الثلاث والثلاثين

تألمت أن تواجه امرأة شابة ، في قمة نضجها البدني والعقلي .. هذا الواقع البائس ..

وحدة .. ووحشة .. وبؤس .. وحرمان ..

في مثل هذه المواقف ، يخطر على بالي هاجس ساذج ، اشبه بتصورات الاطفال

تتملكني حالة من الأسى ، فتشف روحي .. وأبلغ درجة من التسامي والشفافية

حتى أنني أود لو أكون أبا لكل يتيم .. وزوجا ، أو أخا لكل أرملة ، أو مطلقة .. أو أنثى .. تواجه بؤس الواقع لوحدها ..

وتتحسي سم الظلم .. والقهر ، صباح .. مساء ..


يا الله ،، لو كان الفقر رجالاً ،،،، لقتلته ،،ابتلعت الدمع .. والضوء .. وغاض منها بريق الحياة ..

ما أقسى الألم .. حينما يكون امرأة .. وما أتعس قلبا .. لا يرى العالم .. إلا من خلال امرأة

كأن العناء الذي أثارته مريم لا يكفي ..


ذكرت لها أني سآتي عصر الخميس ، لآخذ الأطفال إلى مركز ترفيهي ، ليتسلوا ببعض الألعاب


***


حينما جئت يوم الخميس ، كانـوا بانتظاري .. محمد وإبتسام وعبد الله . سألتهم عن نوف

فقالوا إن والدتهم لم تسمح لها ، وقالت لها ، أنت كبيرة .. لا يجوز أن تخالطي الرجال

بقدر ما أسفت أنها لن تفرح مثل بقية الأطفال ، في سنها

إلا أنني ثمنت الموقف التربوي لوالدتها ، وحرصها على أخلاقها .

أخذتهم إلى مركز ألعاب ، وأطلقتهم يلعبون كما يشاءون .. كنت أطرب حينما يأتي أحدهم ،

ويقول :

”عمي لو سمحت .. خلني ألعب في هذي اللعبة ..” ..

كان قلبي يرقص معهم .. وفرحت كما لم أفرح من قبل في حياتي

وحينما ركبت معهم في إحدى الألعاب ، ومالت بنا .. وظنوا أنهم سيسقطون ، التصقوا بي كالأفراخ

إذ تلوذ بأمها ..

في تلك اللحظة شعرت أني كلي صرت قلبا ، يهتز فقط .. ليمنحهم الحياة

ولما طوقتني سواعدهم في إحدى المرات .. شعرت أني أعلو ، وأن روحي تتحلل من ربكة الجسد

فأنا محض روح ..


خرجنا من مركز الألعاب ، وكان قد بقى على صلاة المغرب ما يقرب من ساعة ..

اقترحت عليهم أن نأكل شيئا .. فضجوا ، فرحا وابتهاجا . دخلنا مطعم وجبات سريعة ، وأكلنا

وطلبت أكلا للذين بقوا في البيت .

كان وقت صلاة المغرب قد حـان ، عندما غادرنا المطعم . صليت أنا ومحمد في مسجد قريب

ثم انطلقنا إلى البيت . عند الباب كانت في استقبالنا .. كان للأطفال صراخ ، وضحكات متقطعة

وضجيج .. فتح الباب بعد طرق لم يتعد ثواني .. من خلف الباب سمعتها تلهج لي بالدعاء ..

طلبت مني أن أدخل لأتناول كأسة شاي .. فاعتذرت لإنشغالي بارتباط .. جاء صوتها ترجوني :

- لن نؤخرك .. أشرب شاينا .. حتى لو إنه .. ما هو قد المقام ..

- أشرب شايكم يا أم محمد .. ولا تقولي هذا الكلام مرة أخرى .. فإنه يؤذيني ..

جلست أمامي القرفصاء ملتفة بعباءتها .. وبجانبها عبد الله . وصبت كأسة شاي وناولتني إياها

بأطراف أصابعها ، وكفها مازالت ممسكة بعباءتها ..

محاولة أن تكسر جمود الصمت بيننا .. قالت :

- كلفنا عليك .. في ميزانك .. إن شاء الله .

- ليس أجمل من ضحكة طفل .. إلا شعوره بالامتنان تجاهك .. لقد ضمتني إبتسام

دون أن تتكلم .. لو تدرين يا أم محمد .. تطحننا الحياة أحيانا .. بلا رفق ، بإيقاعها السريع

ونحتاج إلى ضمة كهذه .. لتبتل قلوبنا التي قتلها العطش ..


خرجت من عندهم ، ووعدت بزيارة في مطلع الأسبوع القادم دون أن أحدد وقتا معينا ..

انشغلت يوم السبت ، لكنني جئت في الموعد نفسه مساء الأحد

طرقت الباب وأنا أحمل طعاما ، وبعض الحلويات ..

تأخر الرد هذه المرة .. ثم حينما فتح الباب ، ظهر محمد مترددا .. ناولته الأغراض

بعد أن سلمت عليه ، وداعبته .. لكنه لم يستجب لدعابتي .. قلت ..

ربما أغضبه أحد .. لكنه أيضا ، لم يستلم الأغراض مني .. وتراجع

وقال ، وهو يشرع في إغلاق الباب :
- أمي تقول .. لا نريد منك شيئا .. ولا نريد أن نراك ثانية ..

وقفت مشدوها أمام الباب ..

ما الذي حدث .. خاطبت نفسي ..؟

تركت الأغراض في مكانها ، وعدت إلى سيارتي أجر خطواتي جرا ..

شعرت أني مكلوم الفؤاد .. مثل عاص طرد من الرحمة .. ركبت سيارتي ، لكني عجزت عن تشغيلها ..

عدت إلى الباب ثانية وطرقته .. وألححت في الطرق .. فجاءني صوتها من وراء الباب:

- أرجوك أن تدعنا وشأننا ..

– لن تريني ثانية .. خذي الأغراض التي عند الباب .. إنها للأطفال .. أرجوك ..

متااابــــع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مياسم
°•مراقبه عامه°• °• راعية فزعة •°اصرقع وحده °•
مياسم


عدد الرسائل : 1211
المهنه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Studen10
الهوايه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Swimmi10
صور الـMms : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! KWd48796
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!   انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 13, 2008 3:39 pm

وبس
واحب اقولكم انهاا
منقووووووووووووووله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهستره بس أخلاق
نعومه مميزه
مهستره بس أخلاق


عدد الرسائل : 132
المزاج : أحـــــبـــكـم..
المهنه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Studen10
الهوايه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Readin10
صور الـMms : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! OC148300
تاريخ التسجيل : 12/06/2008

انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!   انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الإثنين أغسطس 18, 2008 11:54 pm

يسلموووووووووووووووووو قصه روعه
الله لا يحرمني منك يا مياسم الورد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مياسم
°•مراقبه عامه°• °• راعية فزعة •°اصرقع وحده °•
مياسم


عدد الرسائل : 1211
المهنه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Studen10
الهوايه : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Swimmi10
صور الـMms : انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! KWd48796
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!   انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 19, 2008 3:39 pm

الله يسلمكـ
مشكورهـ (هستورهـ) على المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى العام :: •°نواعم للقصص والروايات•°-
انتقل الى: