- أرجوك ... إذبحني .. لكن لا تسلمني للمخفر .. لا توديني لبيتنا
والله هذي أول مرة أطلع فيها مع رجال .. ضحكت علي لطيفه
أشفقت على ذلك الوجه الطفولي البريء . قلت لها ، وأنا أسحب يدي من يديها
وهي تحاول أن تجرها لتقبلها ، رجاء أن لا أسلمها للمخفر ، أو لأهلها :
- طيب ، طيب خلاص لن أسلمك لأحد لكن ما العمل ؟
-إذا جاء وقت طلوع الطالبات .. أنزلني عند المدرسة ..
- متى
- الساعة الواحدة بعد صلاة الظهر
- بقي أكثر من ثلاث ساعات وأنا مشغول
أطرقت لحظات ، تعاقب خلالها على وجهها انفعالات من كل نوع .. الرهبة .. القلق .. الخوف من المجهول .
ثم نظرت إلي بعينين فارغتين تماما من أي بريق .. وقالت :
- نزلني عند المدرسة ..
- وبعدين؟؟
- أنتظر وإذا طلعوا الطالبات .. أروح لبيت أهلي ..
شعرت في أعماقي بحزن شديد لهذه البراءة الساذجة
هي بالتأكيد ليست من ذوات السلوك المنحرف المتمرسات .. ولا تعي خطورة الذي تقوم به
ولا عاقبة تصرفاتها ..
- أنت صاحية تقعدين في الشارع ثلاث ساعات ؟ ؟
لم ترد بشيء ، لكن الفضول دفعني لأن أسألها عن مكان مدرستها
لأستدل من ذلك على اسم الحي الذي يسكنه أهلها
- أين مدرستك يا مريم؟
-في منطقة الصليبيه ،،
في الصليبية !!
شعرت بمثل المسمار يخترق قلبي .. هذه أفقر مناطق الكويت
تداعت إلى ذهني الصور والمعلومات التي لدي عن الصليبية
وحاولت أن أفهم العلاقة بين تلك السيارة الفخمة
وتلك المنطقة حيث تقيم مريم لا يمكن أن يكون صاحب تلك السيارة يقيم هناك ،،
لسبب بسيط هو أن ثمنها يعادل قيمة خمسة من جحور تلك المنطقة التي يطلق عليها مجازا .. منازل ، كما أن سيارته ستجد صعوبة في اختراق شوارع أحيائها ، الذي لا يتسع أحدها ، إلا لمرور سيارة واحدة صغيرة .. ولأن سكان ذلك الحي كذلك .. غالبا ما يتسببون بإغلاق الشوارع ، بإيقاف سياراتهم بطريقة خاطئة ، لا تتحملها هذه الطرق ، الشديدة الضيق أصلا .
ماذا يكون ...؟
إنه أحدهم
أنه فجور المترفين ، إذ يتربص بعوز المحرومين .. وحرمـان البؤساء
عدد الرسائل : 1211 المهنه : الهوايه : صور الـMms : تاريخ التسجيل : 01/05/2008
موضوع: رد: انا مريم؟؟ بدون من الكويت (قصه ادمعت عيني) وانت عينك راح..!!!! الأربعاء أغسطس 13, 2008 3:29 pm
لم تكن المرة الأولى التي يعرض علي عبد الكريم فيها مرافقته ، للقيام بمهمات من هذا النوع
وكنت في كل مرة ، أتذرع بحجة مختلفة . لكني أتذكر ، أنه في تلك المرة استفزني
وسخر من الانسان البليد ، الجامد في داخلي ، كما قال :
هل تريد أن ترى البؤس يمشي على قدميه !! هل تريد أن ترى من ضاقت بهم قلوب الأوطان ؟؟ هل تريد أن ترى من زرعوا الحب وقطفوا النُكران ؟؟ هل تريد أن ترى من لعنه النصيب وتوهتهم القرارات والأكاذيب !!
هل تريد أن تستعيد شيئا .. شيئا فقط ، من إنسانيتك المهدرة
بين كلام مجرد عن المثل والأخلاقيات ، التي لم تجد لها رحما تتخلق فيه .. لتولد .. وتشب .. وتكبر ..
وتمنح الحياة ، لكائنات لم تعرف معنى للحياة منذ خلقت ..